تفشي كورونا يظهر موضة منها إرتداء القفازات بالأظافر
انتشرت عادات غريبة عند تفشي كورونا، منها إرتداء القفازات، والتي اصبحت وسيلة للوقاية من الوباء العالمي، لكن هل تُعد تلك الدوافع وراء اختيار المغنيات الأمريكيات، منذ ساعات، في حفل توزيع جوائز «جرامي» الأمريكية، وهي أحد الجوائز الموسيقية السنوية الأربعة الكبرى في الولايات المتحدة الأمريكية، الظهور بطريقة ربما تراها النساء عالميًا غريبة وغير مألوفة، بتفضيلهن تغطية كفوفهن بالقفازات وثبتن أظافر بلاستيكية صناعية أعلى أغطية اليدين، في ذات موضع الأظافر، لتعويض أنفسهن عن اختفاء ملامح أظافرهن.
وأطلت المغنية الأمريكية، بيونسيه وترتدي القفازات، والأظافر الصناعية تغطي أطراف أصابعها، بلونها الذهبي، فهي الفنانة التي تعرف بأناقتها واختياراتها للملابس العصرية وكان الحفل يومًا مميزًا بالنسبة لها ليس فقط على مستوى اختياراتها للأزياء بل فازت بأربع جوائز ووصلت نسبة جوائز جرامي، خلال مسيرتها الغنائية إلى 28 جائزة إلى الآن، وبقفازات مقطوعة الجزء العلوي منها وأظافر أكثر طولًا مما قد تراه يومًا، خطفت مغنية البوب الأمريكية بيلي إيليش الأنظار في الحفل، بأظافرها «الفسفورية».
تلك الفكرة في القفازات، التي توضع أعلاها الأظافر الملونة، بدأت تظهر قبل ارتداء بيونسيه لقفازاتا السوداء والأظافر الذهبية، لكن بشكل فردي ومن قبل الأشخاص العاديين وليس المشاهير، خلال الأشهر الماضية، حيث كانت السيدات تشعر بالحنين إلى التزين بالأظافر الملونة، وخاصة العاملات في التجميل، حتى قررت إحدى السيدات العاملات بالمجال، وتدعى السيدة مي كواجيري -التي كانت تربح الأموال من رسم الأظافر للنساء، وتعطلت مسيرتها العملية بمجرد وقوع العالم في قبضة فيروس «كورونا»- بأحد الليالي أن تنفذ فكرة خطرت ببالها، بإحضار القفازات الطبية التي كانت قد اشترتها، وتبدأ باستعمال المادة اللاصقة للأظافر الاصطناعية من أجل تثبيت الأظافر أعلى القفازات.
وقالت السيدة حول الأسباب وراء فكرتها: «الموضة والتزيّن يجعلاني أكثر سعادة وفقدت بهجتي بفعل التوقف عن الإهتمام بوضع طلاء الأظافر» وأشارت إلى أنها شعرت بالإحباط حينما كانت تتعرض إلى إلغاء الاتفاقات والمواعيد مع عملائها من السيدات، وبقيت وسيلتها الأفضل هو المشاركة بأفكارها في طلاء الأظافر على طريقتها من خلال مواقع التواصل الاجتماعي، وصنع القفازات الشبيهة بكف اليد الطبيعي، ثم المشاركة بصورها عبر صفحتها الشخصية بـ«انستجرام»، ولفتت إلى أن فكرتها لاقت تفاعلًا عبر مواقع التواصل الاجتماعي، حسب الموقع الأمريكي «The Verge».
وأوضحت إن النساء، اللاتي لا يهتممن بأظافرهن، في أغلب الأوقات، تحمسن إلى تجربة القفازات في منازلهن، وأشارت إلى أن «كورونا» أثرّت على نفسيتها سلبًا بفعل توقف عملها، لافتة إلى أنها ظلت تعمل في مجال التجميل طوال 17 عامًا، والتوقف بمثابة «جنون» بالنسبة لها، وانتقلت الفكرة لتحلق حول العالم، فصنعت امرأة تعمل في مجال التجميل وتتخصص تحديدًا في رسومات الأظافر، تدعى بيلين فلوريس نونيز، قفازات مماثلة، وهي تعيش في إسبانيا، فهي تعرّضت إلى ضغوطات حياتية مثل «كواجيري»، وتَوقف عملها في ظل فرض حكومتها الإسبانية حظر التجول في البلاد، منذ أبريل الماضي.
وبفعل شعورها بالوحدة والضيق، فضّلت التلاعب بالأظافر فهي مهنة تعشقها، وابتعادها عنها يزيدها ضيقًا، لذا قررت التنفيس عن طاقتها الإبداعية في صناعة القفازات، والتنويع بين ألوان ورسومات تلك الأظافر، وأشارت إلى أن فكرة «كواجيري» أعجبتها وحمسّتها إلى تجربة الفكرة بذاتها، وأنضمت لهما امرأة ثالثة في ألمانيا، تعمل بمجال التجميل، وتدعى في نجوين، مشيرة إلى أنها أرادت بعث رسالة من خلال قفازاتها، وهي أن على جميع النساء مواصلة حياتهن بطريقة عادية مع الالتزام بالاجراءات الاحترازية للحماية من الإصابة بـ«كورونا».
وتابعت: «أريد بصوري للقفازات، تحفيز العاملين في نفس المجال حول العالم، ستكون فترة زمنية شاقة لكن لا تستسلمون»، فيما أطلقت مقاطع فيديو تعلّم خلالها السيدات كيف ينفذن الفكرة في المنزل، عبر موقع «يوتيوب»، باستعمال قفازات أكثر عصرية وأناقة وليست طبية فقط، وتطوّرت الفكرة مع الممثلات اللاتي ظهرن في حفل توزيع جوائز «جرامي»، بارتدائهم للقفازات تلك كنوع من الأناقة والحماية، ويبدو أن هؤلاء الفنانات صنعن امتدادًا لتلك الفكرة البسيطة، لذا يبقى سؤالًا قائمًا يحسمه المستقبل القريب: «أتتحول القفازات تلك إلى موضة نسائية عما قريب؟!».